الأسلوب القيادي لمدير المدرسة وعلاقته بالكفاءة الذاتية للمدرسين في المدارس العامة
الملخص
تمثل الإدارة المدرسية اهتماما لكل العاملين في ميدان التربية والتعليم، حيث تعتبر المدرسة الميدان الفعلي الذي تتضافر فيه الجهود لإعداد وتربية وتعليم أجيال المستقبل وفق سياسات تربوية تعليمية واضحة المعالم تنفذها كوادر تربوية تعليمية كفؤة تجعل من المدرسة بيئة تعليمية تربوية قادرة على أداء رسالتها. واذا كانت المدرسة على هذه الدرجة من الأهمية ،فان الطريقة التي تدار بها وأساليب العمل المتبعة فيها تمثل العمود الفقري لنجاحها في اداء رسالتها على الوجه المنشود. ويعتبر السلوك القيادي لمدراء المدارس عاملا مهما ومؤثرا من حيث فعالية المدرسة وقدرة المدرسة على التطور وأداء رسالتها التعليمية والتربوية. حيث أن أسلوب القيادة للمدير المدرسة عامل رئيسي يساهم في فعالية المدرسة ويرتبط بكفاءة المدرسين الذاتية. إن أهمية وجود مدير مدرسة فعال في تعزيز الإصلاح المدرسي الذي تنشده الدولة الليبية خصوصا بعد مرور سنوات من عدم الاستقرار الأمني أو تأثيرات جائحة كورونا حاجة ملحة يعد أمراء في غاية الاهمية.
ومما لاشك فيه أن العملية التربوية لا يمكن أن تسير سيراً حثيثاً وبشكل سليم مالم تكن هناك قيادة حكيمة تزن الامور بميزان المصلحة، وتعمل على تحقيق الاهداف التربوية وفق رؤى وتطلعات مستقبلية آخذة بعين الاعتبار الامكانيات المادية والبشرية للمؤسسة التعليمية.
إن أساليب القيادة التقليدية لمدير المدرسة لم تعد ذات تأثير فاعل في خلق بيئة تربوية إيجابية، تسهم في زيادة التعاون بين المدرسين انفسهم وبين ادارة المدرسة، حيث تعمل على رفع مستوى الأداء المؤسسي، وتستجيب بشكل فاعل للتغيرات التي تحدث في مناخ عمل المدرسة وتحسين ثقتهم بأنفسهم وشعورهم بالانتماء وتزيد من دافعيتهم لتحقيق الأداء الفاعل. ان العمل في المدرسة، يتطلب تنسيق مجموعة الجهود للعاملين فيها، فالمدير ينصب دوره الفعال في إدارة العمل الإداري، وتهيئة الإمكانات التي تشجع المدرس نفسياً وتدفعهم للارتقاء بمهامهم التعليمية والتربوية، وتشجيع الطلاب على تلقي المعلومات من مدرسيهم والتفاعل معها ايجابيا مما يحقق نموهم المعرفي والانفعالي والاجتماعي، فالمتعلم يعكس وحدة تنسيق الجهود لتحقيق أهداف المدرسة.







