أنماط حياة المرأة في ليبيا خلال العصر الوسيط ق5-10م/4هـ.

المؤلفون

  • أسامة عبد الحميد وريث جامعة مصراتة

الملخص

إن دراسة نمط حياة المرأة تاريخيًا ليس بالشيء الهين، خصوصًا خلال فترات انتقالية وثنية/مسيحية/إسلامية، في ليبيا بدايات العصر الوسيط، حيث بات للمرأة الليبية نظام زواج محدد، تمثل في وجود رجل إلى جانب عدد من الزوجات، وهو ما لم يكن كذلك خلال القرون السابقة، بحيث كان الزواج اعتباطيًا. فقد فرضت أساليب المعيشة الريفية - البدوية لعدد من القبائل والجماعات نسقها على حياة المرأة، بحيث كانت النسوة يخرجن خلف الرجال سلمًا وحربًا حتى في ساحات المعارك، متحصنات داخل حلقة مطوقة بسياج من الماشية والإبل المربوطة إلى بعضها بإحكام، بدعوى منع تشكيلات الفرسان للخصوم من اختراق السياج العائلي، وهو إجراء كان فعالًا خلال الفترة الفاندالية بالقرن 5م، لكنه لم يكن كذلك خلال العهد البيزنطي بالقرن 6م، مما دعا النسوة وأطفالهن إلى دفع ثمن باهض تمثل في أخذهن أسيرات معركة تلو معركة، وسنلحظ وجود دور كهنوتي مارسته المرأة الليبية كزعيمة دينية خلال القرنين 5-6م من الفترات الوندالية والبيزنطية، نفس الدور مارسته الزعيمة الأمازيغية المكناة بالداهية خلال الفتوح الإسلامية بأواخر القرن 7م، مما يوحي بانتشار نفس الثقافة الميثولوجية في ليبيا وسائر بلاد المغارب.
واهتمام المرأة بالجانب الديني - وإن كان وثنيًا - لم يكن لينقطع حتى بعد الإسلام، إذ نجم عن اعتناق النساء صحبة الأهالي للإسلام، وخصوصًا بمنطقة جبل نفوسة؛ إلى بزوغ جيلٍ من النسوة الصالحات العابدات الذاكرات، ممن سجَّل التاريخ أسماءهن، وشيئًا من أعمالهن.

التنزيلات

منشور

2025-06-01

إصدار

القسم

Articles