يعرض هذا البحث جانباً من الدراسات المتعلقة بالحدود والمشاكل المترتبة عليها لإحدى قارات العالم التي تعرضت للاستعمار الأوروبي إبان القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين؛ حيث أصبحت أراضي القارة مقسمة كمناطق نفوذ بين البلدان الاستعمارية دونما اعتبار للامتدادات الجغرافية للقبائل الأفريقية التي يمارس الكثير منها حرفة الرعي، وينتقلون بحيواناتهم عبر أراضي القارة دونما قيود، وأثناء التقسيم أصبحت هذه القبائل تعاني من ضياع أراضيها بين البلدان مما أدى إلى عرقلة حركتها الطبيعية، ومن ناحية أخرى فقد ظهرت الكثير من الدول الحبيسة التي لا سواحل بحرية لها؛ الأمر الذي انعكس سلباً على نموها الاقتصادي وتقدمها، كما أدى تقسيم الحدود وفق مصالح البلدان المستعمرة إلى العديد من المشاكل والصراعات التي مازال بعضها مستمراً حتى الوقت الحاضر، وقد عرضت بالبحث نماذج من المشكلات المتعلقة بالحدود بين البلدان الأفريقية، والتي تطور البعض منها إلى صراعات مسلحة في بعض الأحيان وسبب إثارة العداوة بين الشعوب الأفريقية وقد كان أكثر من ثلث أطوال هذه الحدود عبارة عن خطوط هندسية مستقيمة متمشية مع خطوط الطول والعرض دونما مراعاة لمصلحة الأفارقة.