تعد التربية الحركية وبرامجها المختلفة من أنجع الوسائل التربوية، التي تهدف إلى تحقيق النمو الشامل للطفل، وهي إحدى الاتجاهات الحديثة التي ظهرت نتيجة للنهضة العلمية في المجال التربوي، حيث يرى جالاهيو 1996 Gallahue، أن الحركة هي إحدى الدوافع الأساسية لنمو الطفل، فعن طريقها يبدأ الطفل التعرف على البيئة المحيطة به، وهذا الميل الطبيعي للحركة هو أحد طرق التعلم. وبالرغم من أهمية التربية الحركية باعتبارها مدخلاً طبيعياً لتنمية شاملة ومتكاملة للطفل في السنوات الأولى من عمره، إلا أن الباحث لاحظ أثناء إشرافه على طالبات التربية العملية بمؤسسات رياض الأطفال بمدينة مصراتة أن معظم هذه المؤسسات تقتصر خدماتها على الإعداد الأكاديمي للطفل وتعليمه مبادئ القراءة والكتابة والحساب، وأن الاستخدام الحالي لأنشطة التربية الحركية في تلك المؤسسات لا يفي بمتطلبات نمو طفل تلك المرحلة، ولا يساعد في تحقيق أهدافها، فضلاً عن أن كثيراً من معلمات رياض الأطفال بتلك المؤسسات يفتقرن إلى الفهم الواضح للتربية الحركية وأهدافها، ولا يمتلكن مهارات كافية لاستخدام أنشطتها عند العمل مع الأطفال. وبناء عليه كانت الدراسة الحالية للتعرف على أهم معوقات تنفيذ أنشطة وبرامج التربية الحركية بمؤسسات رياض الأطفال الليبية بمدينة مصراتة.