يتناول هذا البحث عرضاً من كتاب السفسطة الذي ألفه أرسطو، ووضعه ضمن كتبه المنطقية التي جمعها ثلة من تلاميذه بعد وفاته، وأطلقوا عليه اسم الأرغانون (Organon) التي تعني حسب اللسان اليوناني: الآلة أو الأداة التي تقوم العقل وتسدد الإنسان نحو طريق الصواب هذا حسب علم المنطق في صورته المجملة، أما في جانبه الخصوصي فقد ضمن أحد كتبه باسم السفسطة Sophist، وذلك بسبب اعتماد الخلل في مسالك موضوعات المنطق، خاصة في متعلقات الاستدلال، ومنطق البرهان، والقياس وأنواع وقوانينه، وهذا ما يعني أن السوفسطائيين، كانوا يعتمدون المغالطات والضلالات بغية الغلية في مجادلاتهم ومحاوراتهم، وإفحام الخصم والفوز عليه بشتى الطرق، أهمها التلاعب بالألفاظ والتشدق بها، وعرض الحجج الواهية المستندة على المقدمات المشهورة والمظنونات المحتمل نقيضها والناشئة عن تأثير العواطف والميول بسبب ما يمتلك هؤلاء من قدرة كلامية في أسلوب خطابي وقوة مجادلة ومحاورة، لذا حذرنا أرسطو من تجنب خداعهم والتحرز من تضليل مغالطاتهم. وذلك بعد أن شرح منهجهم وأبان فيه عن مغالطاتهم ومكامنها الواقعة في ضروب الاستدلال المختلفة الصورية منها وغير الصورية، أو ما هو كائن بواسطة البراهين الزائفة القائمة على المتقابلات بين القضايا إلى جانب الخطابة ذات الأسلوب البلاغي، والمهم عند هذه الطائفة الغلبة والفوز بالمضلّلات لا بالحقائق.