إنَّ البحث في جانب الإبداع اللغوي في الكلمة ووسائله، هو في جوهره بحث في (المثيرات اللغوية) الدالة على النص، سواء أكانت أصواتا، أم مفردات، أم تراكيب، أم قرائن مجازية. ولسنا في حاجة إلى إثبات أن أولى متطلبات تقدير أي عمل – نثري أو شعري –هو إدراك كلماته والوعي بها، بحيث يعتمد اكتشافنا لقيمة النص وإدراك جانب الإبداع فيه على مدى استجابتنا للكلمات التي يستخدمها أساسا، ومن إيماننا العميق بأهمية (الكلمة) في التركيب أفردنا لها هذا البحث، الذي سيتناولها بكونها إحدى المثيرات، أو بكونها أهم الوسائل في إبداع الدلالة. والمادة التي ستدرس في هذا البحث هي مادة (الشعر الجاهلي)، وهي مادة تحتاج إلى تذوق من جميع مثيراتها؛ حتى يتسنى لنا الحكم على إبداع اللغة عند أبنائها الأوائل، وما هو واقعهم مع لغتهم اليوم.