يتناول هذا البحث دراسة تاريخية لموضوع الأوضاع السياسية والإدارية في إقليم فزان ما بين عام (1943-1951م)، حيث احتلت فرنسا فزان ما بين 1941و1943م، بالتنسيق مع بريطانيا التي احتلت هي الأخرى إقليمي برقة طرابلس، فأصبحت ليبيا تحث ثلاث إدارات عسكرية، الأولى والثانية بريطانية، إحداهما في برقة والثانية في طرابلس، والإدارة الثالثة فرنسية في فزان. عمدت الإدارة العسكرية الفرنسية منذ استقرارها في فزان إلى إعادة هيكلة الإقليم، إداريا وجغرافيا، من خلال تنظيم المناطق التابعة له وتقسيمه إلى أجزاء جغرافية متعددة. ومن أجل إقامة كيان ضعيف يعتمد على فرنسا ولا يستطيع الانفكاك عنه عملت فرنسا على تفكيك علاقاته مع محيطة القريب والبعيد ومحاصرته وعزله، جغرافيا وسياسيا عن إقليمي طرابلس وبرقة لخلق وضع سياسي إداري من شأنه إحداث التكامل في مختلف جوانب الحياة في فزان مع مستعمراتها في تونس والجزائر. وبعد صدور قرار استقلال ليبيا الصادر عن هيئة الأمم المتحدة في 21 نوفمبر لتصبح ليبيا بذلك دولة مستقلة ذات سيادة مكونة من برقة وطرابلس وفزان.سارعت فرنسا إلى تكوين ما يسمى بالنظام الانتقالي بعد أشهر قليلة من صدور القرار وكان ذلك عام 1950م، وقد حرص هذا النظام الانتقالي على اختيار قوى قبلية محلية ومحاولة تشريكها في السلطة حتى وان كان ذلك شكليا لإطالة بقائها في فزان.