تسعى هذه القراءة التحليلية لكتاب رحلة الحشائشي إلى ليبيا 1895م، "جلاء الكرب عن طرابلس الغرب " إلى رصد وكشف الواقع السوسيولوجي لليبيا خلال الفترة المذكورة، من خلال ما تناوله الرحّالة محمّد بن عثمان الحشائشي عن ليبيا خلال العام 1895م، من ملاحظات وانطباعات ومشاهدات ومعلومات سوسيولوجية مهمة عن المجتمع الليبي، حيث يهدف الباحثان من خلال هذه القراءات التأكيد بأن معرفة تاريخ المجتمعات ضرورية لفهم واقعها، إضافة إلى كون مثل هذه المخطوطات التاريخية ربما تسهم في تعميق روح الانتماء الوطني، وتعزيز الهوية الليبية، وإعادة بناء العقل الليبي الذي يحتاج إلى زادٍ روحيّ.
وكشفت هذه القراءة عن وجود صلات من الانسجام والتناغم بين القبائل والمناطق الليبية سواء أكانت غربًا، أم شرقًا، أم شمالًا، أم جنوبًا، بالرغم من حالات الانقسام السياسي والجغرافي الموجودة آنذاك، كما تُسهم مثل هذه القراءات في التحريض والتحفيز الوعي الوطني نحو تشكيل الهوية الوطنية -الليبية- لتكون الرابطة ما بين المناطق والقبائل الليبية كافة، ليصعد ما من أعماقها ما كان مدفونًا من تجليات وطنية.