رغم الظروف الاقتصادية التي كان يعيشها الششعب الليبي قبل وأثناء الاحتلال الإيطالي، إلا إنه تمكن من مقاومة المحتل ببسالة وثبات، حيث طور المجاهدون أسلوبهم القتالي لمواجهة عدو يفوقهم عدداً وعُدة، فكان النضال وفق برامج وخطط عسكرية، فأنشئت المدرسة العسكرية في مصراتة 1916- 1922. ينطلق البحث من دراسة إشكالية مفادها أن الظروف الصعبة التي كان يعيشها الليبيون واندفاعهم للذود عن الوطن لم تقف دون محاولتهم تخليصه من براثن المستعمر فأنشئت كلية حربية لإعداد المقاتلين وفق أسس علمية، فكيف ثم ذلك، وما الدور الذي قدمته تلك المؤسسة في حركة الجهاد؟.وتوصل البحث إلى عدداً من النتائج من بينها: أن إيطاليا كانت تعتقد أنها مجرد نزهة بحرية لقواتها، فمع قلة الامكانيات لدى الليبيين إلا أنهم أبلوا بلاء حسنا أذهل أعداءهم؛ وأن العقلية الليبية تميزت بالانفتاح وتطوير الذات، مما دفعها إلى التفكير في إنشاء مدرسة حربية؛ وأنشئت المدرسة العسكرية وفقا لأساليب متقدمة في حينها حيث ركزت على الجانب المادي والمعنوي؛ وخرجت المدرسة العديد من الضباط والقادة توزعوا على كامل التراب الليبي، وشاركوا في معظم معارك الجهاد وكان لهم دور بارز فيها.