الدرس اللغوي التطبيقي في التراث العربي: ابن الأجدابي نموذجا

يعد الدرس اللغوي التطبيقي من بين أهم مجالات الدرس اللغوي العام، وهو في أساسه دراسة علمية تختص بما يتعلق باكتساب اللغة وتعلمها وتعليمها، واستعمالاتها، وعلى الرغم من أن هذا العلم -في أساسه- علم لغوي فإن العلاقة الراسخة بين معطياته والهدف من دراسته تتصل اتصالا مباشرا بكل ما للغة دخل فيه؛ لهذا كان تقاطع العديد من العلوم، مع هذا العلم أمرا طبيعيا. ومن بين العلوم المهمة التي لها اتصال مباشر بمكونات علم اللغة التطبيقي "الصناعة المعجمية" بمختلف أنواعها، و"السياسة اللُّغوية"، و"علم النفس"، و"علم الاجتماع"، و"الجغرافيا"، و"التخطيط اللغوي"، ومختلف علوم التربية ... .
ومن ضمن ما يهتم به هذا العلم -أيضا-: تطوير مواد الدراسات اللغوية، بخاصة ما يتعلق بدرس قواعد اللغة في عمومها، وكذلك يهتم بتتبع المشكلات التي تعترض متعلم اللغة، والعمل على وضع الحلول الناجعة، مستفيدا من أن هذا العلم -في أساسه- مبني على الاستفادة من معطيات الدرس اللغوي العام، ومن تجارب الآخرين مع لغاتهم.
إلى جانب ما تقدم، فإن درس علم اللغة التطبيقي يهتم اهتماما خاصا بقضايا الترجمة على مختلف أنواعها، وفوق ذلك كله، فعلم اللغة التطبيقي ليس تطبيقا للغة فحسب، وإنما تواصل بين مختلف العلوم ذات العلاقة اللصيقة باللغة في مجالاتها التطبيقية.