يتناول هذا البحث بعض الدروس التي يمكن للفرد الاستفادة منه من خلال فلسفة الإمبراطور ماركوس أوريليوس، وهي التي توضح صورة الفكر في عصره. كان أبرز تيارات الفلسفة في القرن الثاني الميلادي، الفلسفة الرواقية التي جاء اسمها نسبة إلى الرواق المنقوش الذي كانت أعمدته مزدانة بنقوش من ريشة الرسام بوليجنوتوس() Polygnotus في بلاد اليونان، وقد ذكر عند ديوجنيس لايرتيوس() Diogenes Laertius في كتابه " حياة الفلاسفة البارزين" أن زينون( ) كان يقوم بالتدريس في هذا الرواق( ). كان زينون أول من قام بتعليم مبادئ الرواقية حوالي سنة "300 ق.م" وكانت هذه الفلسفة في سماتها أكثر تدينا من أي فلسفة يونانية أخرى، جاءت للعالم بقوة أخلاقية جديدة ووضعت التأمل العقلي خلفية لها وجاءت بوجهة نظر أخلاقية للفلسفة الكلبية في السيطرة على السلوك القويم. ومرت الفلسفة بمراحل عديدة على مر العصور. وقسم المؤرخون المذهب الرواقي إلى ثلاثة عصور كبرى