الوقفات النقديّة في الرحلة المغربيّة

الرحلة الأدبية تعتمد على أسلوب كاتبها، الذي يبطّنها بآرائه وأفكاره وثقافته، وخلاصة تجاربه، وبما تحويه من نماذج ورؤى وصور نقدية قلّما توجد في غيرها من المصادر، وهذا هو الدافع الأول لدراستها، والتعرف على وقفات والصور النقدية عند كاتبها، ومدى اهتمامه بها، والمستوى الذي بلغته آراؤه النقدية في إطار النقد العام. فتناولت هذه الدراسة التعريف بالرحلة وصاحبها، ثم طبيعة النقد في عصره، وأخيرا خصائص الرؤية النقدية في الرحلة المغربية، مستعينا في ذلك بالمنهج التاريخي، والاستعانة بإجراءات نظرية القراءة. وأظهرت الدراسة نتائج متعددة ومتنوعة بين الإعجاب بالأديب قبل الإعجاب بالعمل الأدبي نفسه، وبين الآراء التي تحمل في طياتها الكثير من الانطباعية، والتعميم في الحُكْم، وبين تحليلِ علمي موضوعي للعمل الأدبي مبينا جمالياته وواقفا على أسراره، وأحيانا يشرك القارئ في استخلاص النتائج، ويعمد في أحايين أخرى إلى تبرير الأخطاء التي يقع فيها الأديب، كما أنها تهتم بالجانب التوثيقي للكثير من الأعمال الأدبية التي لم تذكرها المصادر والمراجع الأخرى.