تحدد المنظومة المصطلحية ماهية المعرفة، وإذا ما تم تجاهل هذا التحديد فإن تقفي آثارها، وتمثل تصوراتها الممكنة يكون ضربا من المستحيل؛ لأن الممارسة المنهجية وإن كانت تمثل جوهر الدرس النقدي، فإن الجهاز المصطلحي يحقق حركية ودينامية هذه الممارسة من الناحيتين النظرية، والإجرائية، في ضوء هذه الأهمية فرض التجريب الاصطلاحي في منظومة الخطاب النقدي ذاته كإشكالية من شأنها قلب الموازين، إذا ما تحققت لها حلول مقنعة؛ لأن التغيير الذي يلحق منظومة الاصطلاح النقدي يفرض تعديلا في تشكيل المنظومة المنهجية، والتصور القرائي المعول عليه في مقاربة النص، وإذا كانت هذه الأخيرة تتصدر اهتمامات التفكير النقدي، فإن مساءلة التعدد المصطلحي ضمن مقاربة محايثة تعنى بنسقه، أصبحت هي الأخرى من تحديات هذا التفكير، ومن أسئلته المثيرة للجدل.