تعد قضية الصحراء من أقدم النزاعات في المنطقة، وهي من مخلفات الحرب الباردة، فقد شكلت أزمة الصحراء منطقة تجاذب واستقطاب للعديد من الدول، وتباينت فيها المواقف مابين الوساطة للحل والدعم المباشر؛ خصوصا في فترة الحرب الباردة مابين المعسكرين الشرقي والغربي. ومنذ انهيار الاتحاد السوفيتي وبروز الولايات المتحدة كقوة وحيدة، فقد تأثرت القضية باستمرار، نتيجة للمتغيرات الجيوستراتيجية في العالم، وتقلب مصالح الدول العظمى والقوى الإقليمية، ومن غير المستبعد أن تكون هذه المصالح والاستراتيجيات على حساب المنطقة العربية، وبذلك أصبحت الولايات المتحدة وهي تستمد موقفها من مكانتها الدولية والوصاية الدولية على مناطق النزاع، الأكثر تأثيرا في تطورات قضية الصحراء، من خلال مبادرات التسوية (مشروع بيكر) إلى تشجيعها لمفاوضات (مانهاست) في نيويورك بين أطراف النزاع للتوصل إلى حل؛ وبناء عليه تسعى هذه الدراسة إلى تقصي بواعث وتداعيات مشكلة الصحراء الغربية، ورؤية وتفاعل وتعامل الولايات المتحدة الأمريكية تجاه هذه القضية، باعتبارها إحدى القضايا العربية التي حضيت باهتمام واسع في سياق التحولات التي مرت بها المنطقة في الفترة موضوع الدراسة.