تمثل الهجرة ظاهرة اجتماعية, تشكلت مع الوجود الإنساني منذ القدم وقد عرف التاريخ إنسانية كثيرة , وقد ساهمت الهجرة في إيجاد التعدد الثقافي بين العديد من الشعوب, بل ساهمت في تكوين وبناء كثير من المجتمعات ولم تكن دوافعها اقتصادية أو معيشية بل هناك العديد من المبررات الأخرى كالحروب والأحداث الطبيعية والاضطهاد السياسي والديني؛ لذلك فإن الهدف من هذه الدراسة هو التعرف على ظاهرة هجرة الشباب للخارج, وكذلك التعرف على الأسباب والدوافع الإنسانية التي تؤدى إلى الهجرة, وما هي النتائج والآثار الاجتماعية والاقتصادية التي تخلفها الهجرة على المجتمع, وقد طبقت الدراسة على عينة تكونت من 20 مبحوثا من الشباب الذكور المهاجرين للخارج وقد تم الاعتماد على استمارة الاستبيان كأداة رئيسية لجمع البيانات حول هذه الدراسة, وقد خلصت الدراسة إلى عدد من النتائج أهمها أن هناك العديد من الأسباب الاقتصادية والاجتماعية كدوافع أساسية تدفع بالشباب للهجرة إلى الخارج مثل الرغبة في الحصول على العمل, وكذلك لتحسين الوضع المادي وتأمين المستقبل له وعائلته , وكذلك لتكوين شخصيته وتنمية ثقافته من خلال الاستفادة بالوسائل التعليمية الحديثة الموجودة في الدول التي هاجر إليها, إضافة إلى ذلك عدم اهتمام الحكومة في الموطن الأصلي بفئة الشباب من حيث الاهتمام بقدراتهم ومهاراتهم وتنميتها .
إضافة إلى ذلك هناك العديد من الآثار التي تخلفها الهجرة على المجتمع منها نقص الكفاءات العلمية داخل المجتمع, والتقليل من إمكانية تنمية المجتمع، وكذلك نقص العناصر المنتجة في المجتمع وانخفاض في مستوى الإنتاج, إضافة إلى التفكك في العلاقات الأسرية للشخص المهاجر, وتركه للعادات والتقاليد التي تربى عليها في مجتمعه الأصلي.