يناقش البحث ويدرس بعض معلومات الآثار والمصادر الفرعونية التي تعود إلى فترة الدولة القديمة منذ عصر الأسرة الثالثة حتى زمن الأسرة السادسة، ويحللها ويفسرها للوصول إلى مدى اتصال الليبيين بوادي النيل الأدنى وأثرهم فيه خلال الفترة المذكورة، مع استيضاح علاقتهم بالسلطة الفرعونية، فبداية من الأسرة الثالثة وما ذكر فيها من تمرد لليبيين في الدلتا ودلالات ذلك تاريخياً، ثم حروب الفرعون سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة ضدهم أسبابها ونتائجها، انتقالاً بعد ذلك إلى حروب الفرعون ساحورع وغيره من ملوك الأسرة الخامسة وكيف ولماذا كانت معاركهم وتناحرهم مع الليبيين، وصولاً إلى الأسرة السادسة وعلاقتها السلمية مع الليبيين وتفسير أحداثها، وكل ذلك وعبر المراحل التاريخية المذكورة كان يتخلله علاقات اجتماعية تركزت في الزواج بين الفراعنة وبعض سليلات ملوك الليبيين وأمرائهم، وهل كان ذلك زواجا سياسيا أم أنه ضرورة أنتجتها العلاقات الوثيقة بين الطرفين، وأيضاً ما نتج عن انتشار الليبيين بوادي النيل من انتشار لثقافاتهم وتراثهم الحضاري القديم سواءً في ما تعلق بحياتهم الدينية وعباداتهم مع بعض تقاليدهم وسبل عيشهم .