يُشكّل تحليل الخطاب أساسًا ارتكزتْ عليه هذه الدراسة، وهو منهج يُسهم في كشف البناء التّركيبي، والمقصد التّداولي للنّصوص، وقد شاع شيوعًا واسعًا في الحقل النقدي ّالحديث، سواء في الفكر النقديّ العربي ّأم الغربيّ، إذ اعتمد عليه كثيرٌ من أصحاب الفكر النقديّ في معالجاتهم النقديّة للنصوص، والمقولات على اختلاف أجناسها سواء الأدبية، أم السياسية، أم الإعلاميّة، واتّخذتْ الباحثةُ من قصيدة محمود درويش (عابرون في كلام عابر) نموذجًا تطبيقيّا، في كشف النقاب عن آليّات تحليل الخطاب، وأثرها في التّعاطي مع مفردات الملفوظ الشعري ّوتراكيبه وأصواته، والأبعاد النفسيّة لمُنتِج الخطاب، والتّعرف على العلاقات المتشابكة التي تنسجها أدوات تحليل الخطاب بين أطراف الحدث الكلاميّ في عمليّة إنتاج الكلام.
وسار البحث في جانبين: جانب نظري، والآخر تطبيقي، أمّا النّظري فتناول مصطلحات الدّراسة، والتّعريف بالخطاب وتحليل الخطاب، وسياق الحال، وأمّا الجانب التّطبيقي، فتناول البنية الكليّة الصغرى والكبرى للقصيدة، وبنية العنوان وعلاقتها بالخطاب.