يتحدّث البحثُ عن كتابٍ مغمور، لكنّه مُفيد، لأبي البركات الأنباريّ [ت: 577هـ] الذي ألّفهُ في آخر حياته، وأملاهُ على بعض أصحابه استجابةً لِرغبتهم، وجَمع فيه أكثر مِن مائتيْ مسألةٍ منثورةٍ، تحمل فوائدَ جمّةً لِدارسي العربيّة والمُهْتمّين بها، مع إشاراتٍ لأحكامٍ فقهيّةٍ مَبْنيّةٍ على قواعدَ لُغويّة، شملَت النحوَ والصرْفَ والمعجَم والدلالةَ والصَّوْت والإملاءَ، وقد سمّيتُ بحثي: "تعليقات على مسائل نحوية متنوّعة من منثور الفوائد للأنباريّ - وصف وتحليل"، وصفتُ فيه مادّةَ الكتاب بإيجازٍ، ثُمّ اقتصرتُ على ثماني مسائلَ متنوّعة مِن بعض أبواب النحو، تناولَت الحدودَ والقواعدَ والإعرابَ والأدواتِ وتَوْجيهَ القراآتِ، ومِن أهداف البحث شَدُّ الانتباهِ إلى هذا المؤلَّف المفيد المَغْفولِ عنه، والتعريفِ به، وإظهار شيءٍ مِن فكر المؤلِّف المَوْسوعيّ، ومَقْدرته التأليفيّة على اختزال المسائل المتشعّبة والخلافية، واختياراتِه للمسائل المتنوّعة المنثورة المتماشية مع المبتدئين والمتقدّمين، التي جمع فيها بين خبرته التَّصْنيفيّة وتجربته التدريسيّة؛ لِيُضيفَ فائدةً، أوْ يُقرِّرَ قاعدةً، أوْ يَفتحَ آفاقًا لِلاطّلاع على قضايَا مُهمّةٍ مِن مَنظورٍ لُغويّ قواعديٍّ إعرابيّ، أوْ يُحذِّرَ من الوُقوع في فساد المعنى أوْ ضَعْف الـتأْويل الإعرابيّ.