يتناول هذا البحث بعض الملامح الاجتماعية التي تركتها تجارة الرقيق على المجتمع الليبي، تلك التجارة التي كانت نتيجة طبيعية لتجارة القوافل العابرة للصحراء، وشهدت الأراضي الليبية إحدى أهم أسواقها العالمية خاصة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، يمكن تحديد مشكلة البحث في تساؤلات عدة منها: كيف نظر المخيال الشعبي في الأمثال والعادات والتقاليد إلى العبيد؟ ما هي الأدوار الاجتماعية التي لعبها العبيد في المجتمع الليبي؟ ما هي أهم الآثار الاجتماعية التي تركتها ظاهرة الرق على المجتمع الليبي؟ هذا يعني أن البحث يسعى إلى إلقاء الضوء على بعض التأثيرات التي تركتها ظاهرة الرق على المجتمع الليبي، حيث كان الرق جزءً من التركيب العام للمجتمع الليبي قبل أن تُحرّم التجارة ويُلغى الاسترقاق في مطلع القرن العشرين، ومن هذه الملامح: نظرة المجتمع الليبي إلى الرقيق، من خلال الأمثال الشعبية والمعتقدات والتقاليد، دور الرقيق في الحياة العامة والآثار الاجتماعية لهم في المجتمع، من خلال نقلهم للثقافات والعادات والتقاليد الإفريقية إلى المجتمع الليبي، في الحرف والمهارات اليدوية، في الأطعمة والأزياء، في الفن والموسيقي والألعاب الشعبية، في المفردات اللغوية، والتأثيرات البيولوجية، حين أصبح الجنس الإفريقي جزءًا من التركيبة الاجتماعية للمجتمع الليبي ويمثلون بعض طبقاتها الاجتماعية المؤثرة في المدن الكبرى والواحات، والبحث يحاول لفت النظر إلى الدور الاجتماعي المهم الذي يلعبه العنصر الإفريقي وثقافته في المجتمع الليبي المتنوع.