شهدت بلاد المغرب الإسلامي مع نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع الهجري قيام أول دولة شيعية على رقعتها الجغرافية الممتدة من برقة حتى بلاد المغرب الأقصى، ألا وهي الدولة العبيدية الشيعية الإسماعيلية ذات الفكر الرافضي، والتي حكمت المنطقة حكمًا مباشرًا ما بين (296- 358هــ)، وحاول رجالها نشر مذهبهم بمختلف الطرق، مستعملين عدة وسائل، من أشهرها استخدام الوسائل الإعلامية الدعائية الكاذبة؛ لتضليل العامة؛ للترويج لمذهبهم، وزرعه بين صفوف الناس؛ لكي يتسنى لهم تحقيق حلمهم الكبير بإقامة دَوْلَتِهِمْ التي كانوا يدعون لها في مرحلة الستر، مدعين أن إمام العدل قد حان وقت رجوعه وخروجه ليملأ الأرض عدلاً، بعد أن كانت تعم بالجور؛ لكنهم اصطدموا بصمود ومقاومة المالكية لهم خاصة في القيروان، حيث دارت معظم أحداث الصراع بين الشيعة الوافدين الجدد على بلاد المغرب، وعلماء وفقهاء السنة المالكية المتمركزين بالقيروان خاصة، الذين قاوموا المد الشيعي وعنفوانه بطرق جمعت بين المقاومة السلمية والعلمية والجدلية؛ بل اعتمدوا على المقاومة المسلحة في سبيل التصدي لجرائم العبيديين الشنيعة في حق المالكية خاصة وأهل السنة والإسلام عامة.