تهدف هذه الورقة من خلال الاستقصاء العلمي إلى البحث في أنماط وأسباب التغيّرات التي طرأت على إنتاجية العوامل الكلية TFP في القطاع الصناعي الأمريكي خلال فترة الركود العظيم 2007–2009. قدمت هذه الورقة تقديرًا لدالة الإنتاج باستخدام منهجية ليفِنسون وبِيترين (2003) أو ما يُطلق عليها اختصارًا LP 2003 والمُصمّمة لتقدير الإنتاجية بالاستعانة بالمُدخلات الوسيطة كمؤشر على الصدمات التي تحدث في الإنتاجية على المستويين الجزئي والكلي في الاقتصاد. كما قدمت الورقة تقديرًا للإنتاجية بطريقة المربعات الصغرى الاعتيادية OLS وذلك بغرض مقارنتها بالتقديرات المُتحصّل عليها من منهجية LP 2003. إذ تُظهر التقديرات أن نمو الإنتاجية في أغلب الصناعات التي تضمنتها هذه الدراسة قد تباطأ بشكل ملحوظ خلال سنوات الركود الاقتصادي 2007–2009 وخلال السنوات اللاحقة لذلك. وبشكل عام فقد شهدت الاقتصادات المتقدمة والناشئة والنامية تباطؤات دراماتيكية في الإنتاجية بلغت 70% مقارنة بما كان عليه الحال قبل الركود، وبلغت هذه التباطؤات أشُدها في الاقتصادات الأقل نموًا إذ بلغت وتيرة التباطؤ مستويات قياسية وصلت إلى 80% خلال الفترة التي أعقبت الركود العظيم. ولعلّه من الصعوبة بمكان تحديد الأسباب الجوهرية وراء هذا الانحدار والتباطؤ الكبير في الإنتاجية، ولكن يُمكن إرجاعه إلى عدّة عوامل يمكن اعتبارها محدداتٍ أساسيةٍ لنمو الإنتاجية في الاقتصاد الأمريكي منها: الانخفاض في معدل نمو الشركات الجديدة والصغرى كنسبة من إجمالي الشركات في الولايات المتحدة، وانحسار كثافة رأس المال، وهبوط معدل تعمّق رأس المال، وانخفاض معدل الاستثمار بشكل عام في السنوات التي تلت الركود العظيم. بناءً على ذلك فإن هذه الورقة تبحث في محددات وأسباب وأبعاد هذا التباطؤ في إنتاجية العوامل الكلية وتحليل سلوك الإنتاجية قبل وأثناء وبعد تلك الأزمة المالية.