تعد البيانات الرقمية المتحصل عليها بواسطة الأقمار الصناعية من أهم مصادر المعلومات عن طبيعة التـضاريس الموجودة، ولها دور في متابعة وتقدير مدى التغيرات الحاصلة على البيئات الطبيعية حيث يمكن عن طريق هذه البيانات رسـم خـرائط ذات مقاييس رسم مختلفة تساعد على دراسة وتتبع التغيرات البيئية على البيئات الساحلية.
ليبيا هي دولة عضو في اتفاقية رامسار الدولية للحفاظ على الأراضي الرطبة، وتعتبر سبخة قصر أحمد من الأراضي الرطبة ذات الحساسية البيئية العالية بسبب التنوع الحيوي وكونها محطة راحة لبعض أنواع الطيور المهاجرة والمهددة بالانقراض، ويؤدي التغير المستمر في استخدامات الأراضي في هذه المنطقة وزيادة التوسع الصناعي والتجاري إلى زيادة حدة الآثار البيئية المتبقية على النظام البيئي للسبخة وتناقص مساحة السبخة تدريجيًّا.
تم استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية للكشف عن التغيرات البيئية في منطقة الدراسة في فترات زمنية متباعدة للمقارنة وللتحقق من التغيرات المفترضة حيث تم استخدام أربع مرئيات فضائية للقمر الصناعي لاندسات 5 ، 8 ، 9 للأعوام (1973 ، 1984 ، 2016 ، 2022م)، وتم تحميلها من موقع هيئة المسح الجيولوجي الأمريكي USGS))، وتم إدخال هذه المرئيات ومعالجتها وإجراء التحليلات عليها باستخدام برنامج (ArcGIS).
وضّحت النتائج تغييرات في مساحة السبخة خلال الفترة ما بين عام 1973م إلى عام 2022م، حيث تقلصت مساحة الأراضي السبخية من حوالي 342.9 كم2 عام 1973م إلى 234.7 كم2 تقريبًا عام 2022م، مما يعني فقدان 108.2 كم2 تقريبًا من مساحة السبخة بسبب تعرض المنطقة إلى العديد من الضغوط البيئية الناتجة عن النشاطات البشرية مثل الردم والتجريف، والأغراض السكنية واستغلال بعض المواقع كمكب للنفايات.