يهدف هذا البحث إلى معرفة الأولوية التي تُقدم حين الاختلاف أثناء مزاولة مهنة الدعوة إلى الله عز وجل، حيث إن الاختلاف والافتراق على أمر معين يخص مجال الدعوة أمر سائغ؛ سواء فيما يتعلق بموضوعات الدعوة أو بالمدعو أو غيرها، والاختلاف رحمة من الله سبحانه وتعالى بخلقه.
والذي ظهر فيه من خلال هذا البحث أن الاختلاف أمر اجتهادي يقع بين الدعاة إلى الله جل جلاله، كما وقع ذلك بين الرسل والأنبياء عليهم السلام، وبين الصحابة رضوان الله عليهم في عهد الرسول ﷺ في حياته وبعد وفاته عليه الصلاة والسلام، لذا ينبغي في حال وقع الاختلاف بين الدعاة في أثناء ممارسة الدعوة تقديم ما فيه نص قاطع من القرآن الكريم، أو السنة النبوية، أو غيرها من المصادر التي ثبتت حجيتها، بالإضافة إلى مراعاة تقديم الأولوية بما يناسب حال المدعو في الوقت الذي تمت فيه الدعوة، وكذلك ينبغي مراعاة أحوال الأمة.