حظيت النزعة الظاهرية منذ انبلاجها باهتمام كثير من البحاث المتخصصين بالفلسفة والذين يؤرخون لها على حدٍ سواء، لذا قُدِمت الكثير من التعريفات والشروحات لها، وكلها تتفق على أنها نزعة محورها الرئيس دراسة التجربة الإنسانية وعلاقتها بالموجودات أو الأشياء التي تفرض على الوعي الإنساني من خلال تلك التجربة، وآليتها الفكر بكونه مشروعها الوصفي الذي يحدد البِنى التي من شأنها تمييز ذلك الوعي والعالم الذي يحيط به كما يبدو للتجربة وتختبره، ولذلك لم تكن موضوعًا للفلسفة فحسب بل هي موضوع لعلم النفس من جهة ما يجري للعقل حينما يخضع لمؤثر خارجي، كما أنها موضوع لعلم الاجتماع الذي يبحث في الظاهرة الاجتماعية انطلاقًا من الفعل الفردي بالمعنى الذي ذهب إليه "ماكس فيبر" “M.Weber”، وصولًا لكونها في العموم تجربة شخصية داخلية تجري من خلال القوى الإدراكية الواعية للمرء، ومن ثم أسئلتها التي تمر من خلالها والمنهج التي تنتهجه يعقبه عرض لمصطلحات فينومينولوجية هوسرلية.