تهدف هذه الورقة البحثية إلى دراسة وجهة نظر الفيلسوف الألماني "غادامير" التأويلية، وتتوخى الكشف عن التطور الذي جرى في المنهج التأويلي بعد أن ارتبط بالفهم الأنطولوجي "الوجودي"، ومن ثم، توضيح الدور الذي يلعبه المرء في العملية التأويلية وتأثير الجوانب الذاتية في الإجراء التأويلي، بالإضافة إلى توضيح المدى الذي يقف عنده هذا التأثير وكذلك تأثير ذلك على عملية التأويل، وما هي الأسس التي استمد منها "غادامير" هذه النظرة، ثم بحث ما إذا كان "غادامير" ينوي تقديم نظرية عامة للتأويل قائمة على أنطولوجيا الفهم، وبالتالي، فإنه يقدم معنى له بُعدًا خاصًا من الأنطولوجيا له طبيعته الخاصة، فهل سينجح في ذلك؟ وهل كان عليه أن يقول بأن من أنطولوجيا الفهم أن هناك أنطولوجيا أخرى في اللعب، فهذا حقيقة يتماشى مع الأهمية التي يعلقها "غادامير" على اللعب ودوره في العملية التأويلية، فضلاً عن دراسة دور الوعي الذاتي والخبرة الشخصية للفرد في خلق الفهم التأويلي، ومن ثم، أثره في معالجته للنص عندما يقوم بدور المُؤوِّل وكيف أن عنصر الظاهراتية "الفينومينولوجيا" طريقه في ذلك، بما في ذلك الحركية الذاتية وكيفية ضمانها للقيام بهذا الدور، وكذلك الدور الذي تلعبه الروافد الفكرية التي يمتلكها المُؤوِّل من حيث اللغة والتاريخ والثقافة والتحرر من أي سلطة في تنفيذ الإجراء التأويلي، وما هو العنصر الذي إذا التزمنا به يمكننا من بعده احراز الإجراء التأويلي الناجح.