يقدم البحث دراسة لنظرية الفيض، تقوم على إبراز الأسس التي ترتكز عليها أو تستند إليها، والنتائج التي ترتبت على القول بالفيض، وتناولت هذه الدراسة حياة أفلوطين وعصره باعتبار أن ذلك يشكل مقدمة لفهم فلسفته بشكل عام ونظرية الفيض بشكل خاص، كما تتناول الدراسة مصادر نظرية الفيض بعد توضيح المعنى اللغوي لكلمة فيض، حيث تناولنا المصدر الأفلاطوني، والمصدر الديني أو العقائدي، والمصدر الفلكي، لنصل بالبحث إلى دراسة مراتب الفيض عند أفلوطين.
تبيّن هذه الدراسة أن العقل أو الفكر هو أول فيض يكون من الواحد، والذي يدرك عن طريق الحدس أو الفهم المباشر، فالواحد وراء الفكر والفكر يصدر من الواحد كفيض أول، ثم النفس الكلية التي تفيض عن العقل الذي يراه أفلوطين شبيه بالواحد، حيث يفيض فيحدث صورة منه هي النفس الكلية فتصبح النفس هي كلمة العقل وفعله، لنجد أفلوطين يقول بنوعين من النفوس، (النفس الكلية) و(النفس الجزئية)، ويستمر هذا الفيض حتى تأتي المادة في نهاية سلسلة الفيض أو الصدور فهي آخر مراتب الوجود، لتنتهي الدراسة بمجموعة من النتائج.