يرصد هذا البحث أبرز المسارات في خطاب القصة الليبية القصيرة، وصولا إلى العشرية الأولى من القرن الواحد والعشرين؛ باعتبارها تجسد المرحلة الثالثة مسارات خطابها القصصي، الذي بدأ تأسيسيا إصلاحيا في منتصف الثلاثينيات، واستمر على النهج ذاته في الخمسينيات والستينيات. بينما جسدت المرحلة الثانية الصدام مع السلطة في السبعينيات والثمانينيات. لـتأتي المرحلة الثالثة بعد فترة ركود عادت فيها القصة الليبية القصيرة إلى النهوض من جديد، بتحول خطابها إلى البعد التأملي الذاتي، معتمدا على قوالب إبداعية خاصة؛ كان من أهمها: اللغة الشعرية، والقص السيرذاتي، وفي سياق هذه المقاربة النقدية المرجعية وقع الاختيار على نموذجين للتدليل على مسار الخطاب في هذه العشرية، ممثلا في مجموعتي على الجعكي: (سر ما جرى للجد الكبير) و(أموت كل يوم)، ومجموعة: (غصائص) لطاهر بن طاهر؛ بغية الوقوف عند حيثيات هذا الخطاب، ومعرفة أبعاده الجمالية والدلالية.