إن تجربة الفناء تتأسس على الحب وتحمل معاني الخضوع والتسليم المطلق للإرادة الإلهية والافتقار إلى رحمته تعالى وعطفه وعنايته، ومشاعر الوجد للعارف تنطوي على إقرار لإرادة الله وتسليم مطلق لها وليس اتحاداً ولا تداخلاً بين الطبيعة الإلهية والطبيعة البشرية.
حيث اقترن الحب بالفناء في التجربة الصوفية، وفي هذا السياق حاولنا أن نتبين دلالة ارتباط هذين المفهومين من خلال التجربة العرفانية الوجدانية؛ التي اتسمت بالانفعالية القائمة على الوجد؛ وإذاعة خفايا الشهود القلبي في تجربة الفناء في الحب الإلهي.
ومن خلال تجربة السهروردي ونصوصه العرفانية المفعمة بمعاناة الوجد ومعاني المجاهدة الروحية في وصف أحوال العارفين، وتجليات الوجد الصاعد في عاطفة الحب الإلهي، حاولنا ملامسة معاني الفناء في المحبوب؛ حيث تجلي المنحى الوجداني الشهودي في تجربته وخطابه الصوفي.