يقع البحث ضمن النقد الأدبي الحديث، يتناول الرمز الشعري بين قصدية الشاعر وتأويل النقاد، إن مهمة البحث ترتبط بالتقصي، إذ لا يخلو عمل من تبادل وجهي "الظاهر والباطن" وإننا هنا بصدد استقراء الرمز الأسطورة "عائشة" في قصائد البياتي، لا ننكر أن لكل نص أدبي مقصد قريب، ومقصد بعيد، والشاعر يتأرجح في مقصديته بين المشاركة في الوضع الواقعي العام، وتقديم تصور الذات الخاص، وقد كانت عائشة تحمل على عاتقها تبيان نوسان الذات الشاعرة بين القبول والرفض، والمقاومة والخنوع، حيث عبّرت عن توجه الشاعر الأيديولوجي من جهة، وعن وعي الذات الإنسانية العامة إزاء الواقع المحيط من جهة أخرى، لقد تحوّل الرمز الشعري إلى محفز للثورة والتجاوز، بشكل لا يؤطر "عائشة" بانتماء رمزي تقليدي أو أسطوري مستهلك، بل مثير شعري مقارن ومواز ومشاكل لما استقر بالتاريخ الجمعي الأدبي والتراثي، وصارت عائشة بوصفها معادلاً قيميًا دلاليًا تحمل معنى الأسطورة في قوته ودلالته وغائيته، بعكس ما استقر في تأويل النقاد ممن قدمنا أقوالهم، فالنقاد توقفوا طويلا عند استقراء التوجه الأيديولوجي للشاعر، وتتبعوا بطرق مختلفة اندفاع تيار الرمز والأسطورة كعامل يرتبط بالسريالية الباهتة، دونما تتبع للصورة العامة لمعنى الكلمة والشخصية من عائشة "الواقعية /المتخيلة" والمقصودة وغير المقصودة.