نعلم جميعا أن القرآن الكريم، لا يزال منبع ثراء العلوم الإسلامية والعربية، فمنه انبثقت علوم كثيرة، منها علوم القراءات القرآنية، وهي أكثر العلوم التصاقا بالقرآن، بل هي أشدها قربا منه، ومن ها المنطلق ازدادت عناية العلماء، والبحاث، والدارسين بقضايا هذا العلم، وجعلوه مدار بحثهم ودراساتهم. وأهم ما يبتدأ به هو تجويد حروفه، وتحسين ألفاظه، ومعرفة وقوفه، وما يتبع ذلك مما يُحتاج إليه من المنقول، ومعرفة قراءاته وعلمائه الذين بذلوا جهدا منقطع النظير في سبيل تيسير فهمه وقراءته، ومن هؤلاء العلماء في علم القراءات شيخنا الذي سنتكلم عليه في بحثنا المتواضع وهو: أبو عمرو بن العلاء البصري من حيث آراء العلماء في قراءته للقرآن الكريم، وعلمه بالقراءات وما يتعلق باسمه ونسبه ،ووفاته، وتوضيح تفرده في قراءته في بعض آي القرآن الكريم عن غيره ومنها: الحروف التي أجمع القراء عليها وكذلك ما انفرد به في مخالفته للرسم العثماني للمصاحف، وقد وجهت ما أمكنني ذلك توجيها لغويا بما توفر لدي من مصادر، واتضحت لي معالم تفرده، وتعمقه في دقائق اللغة العربية والنحو من خلال توجيه هذه القراءة، ومن خلال هذا البحث تبينَ لنا أن قراءته موافقة لوجوه العربية، ثم ختمت البحث بذكر الخصائص التي تفرد بها في قراءته، فإن وفقت فمن الله، وصلى الله على محمد بن عبد الله وآله وصحبه.