تحدث ابن هشام في مقدمة مغني اللبيب عن أسباب طول كتب إعراب القرآن الكريم، ومنها كثرة التكرار، وهذ البحث يقيم دراسة عملية على ذلك في المسائل التي ذكرها ابن هشام بتتبعه المواضع المتشابهة في بعض كتب إعراب القرآن الكريم، بعد أن يبين ما ذكره ابن هشام في مقدمة مغني اللبيب، وما ذكره بعض الشراح. يقف البحث على ما ذكره مكي في كتاب مشكل إعراب القرآن، وما ذكره العكبري في التبيان في إعراب القرآن، وما ذكره أبو حيان في تفسير البحر المحيط، ويقيم دراسة لكثير من المواضع المتشابهة، حيث يظهر أسلوب كل معرب في المواضع المتشابهة، وما يعيده وما يسكت عنه، والفرق بين موضع وآخر، وذلك في الْمَوْصُول فِي مثل قَوْله تَعَالَى: ... هُدًى لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ... ، وفي الضَّمِير الْمُنْفَصِل فِي مثل قَوْله تَعَالَى ... إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، وفي الضَّمِير الْمُنْفَصِل فِي مثل قَوْله تَعَالَى: ... كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ... ، وفي الضمير المنفصل إِذا أعرب فصلا أَله مَحل بِاعْتِبَار مَا قبله أم بِاعْتِبَار مَا بعده أم لَا مَحل لَهُ؟، وفي كون الْمَرْفُوع فَاعِلا أَو مُبْتَدأ إِذا وَقع بعد "إِذا" فِي نَحْو إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ، و"إِن" فِي نَحْو وَإِن امْرَأَةٌ خَافَتْ ... ، والظّرْف فِي نَحْو قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ... ، و"لَو" فِي نَحْو ... وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ ... ، وفي موضع أَنَّ وَأَنْ وصلتهما بعد حذف الْجَار فِي نَحْو شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ... ، وَنَحْو إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ ... ، وفي الْعَطف على الضمير الْمَجْرُور من دون إِعَادَة الْخَافِض، وفي الْعَطف عَلى الضَّمِير الْمُتَّصِل الْمَرْفُوع من دون وجود الْفَاصِل.