Printing ISSN 2073-4042
Online ISSN 2015-1788

السؤال والجواب في الفكر الشعري (أبوتمام الطائي

تنطلق فكرة هذه الأوراق من مبدأ الانحياز التام للشاعر في وظيفته الشعرية، التي نظن أنها ذات طبيعة اجتماعية في المقام الأول، ثم تتجاوز هذه الوظيفة المحدودة لتسبح في الفضاء الواسع وهو الفضاء الفكري؛ الذي هو معجزة الله في الإنسان في أي زمان وفي أي مكان، لذا فالشعر أداة من أدوات التعاطي مع منظومة الحياة القائمة على الخيال العلمي في الوصول إلى كثير من الاكتشافات التي تبوأت منزلة المسلمات الرافضة لمبدأ المناقشة وإعادة النظر في نتائجها،فإذا كان بعض ما توصل إليه العقل البشري من حقائق علمية انطلقت من الخيال والتخيل، فلمَ نأخذ على الشعر اعتماده الخيال أداة من أدوات التعامل مع الواقع الإنساني، ولمَ لانؤمن بوجود الفكر في أحشاء الخيال ولو بشكل جزئي نسبي، ولمَ لا نجهد أنفسنا في البحث عن تلك اللمحات الفكرية، ثم نتتبع خيوطها وصولاً إلى الفكرة الدفينة التي حالت القيود الشعرية دون البوح المباشر بها، هذا هو القلق البحثي الذي دفع هذه الصفحات إلى مشاكسة المألوف، ومخالفة المعروف، سعياً للوصول إلى رد اعتبار الشعر، والاعتراف للشاعر بدوره في الإسهام بإيجابية في منظومة الفكر الإنساني، بداية من أول الشعراء الذي يُعتقد بانتمائه لجماعة الشعراء المفكرين وهو الشاعر العباسي أبو تمام؛ حبيب بن أوس الطائي (231هـ)، على أمل الانطلاق نحو مساحات شعرية أكثر، وفضاءات فكرية أوسع في المنتج الشعري القديم ــ تحديداً ــ للحاق بمنظومة الشعر الحديث التي لا جدال في أدلجتها من واقع تأثرها بالتزاحم الفكري الذي اقتحم مجاهل كل البقاع، وفرض ذاته على كل العلوم والفنون على حد سواء في القرن الحادي والعشرين والذي قبله، وهي الفكرة التي تطمح هذه الأوراق إلى استثمار الواقع الفكري المقارب له في العصر العباسي لصالح اثباتها.

تاريخ النشر
2021-06-01
تاريخ الاستلام
2021-04-27
المؤلفون
الكلمات المفتاحية
الفكر الشعري، فكرنة الشعر، الحداثة، التفسير، التأويل، التحليل، الخيال، العاطفة.