يهدف هذا البحث الموسوم بـ (شعرية البديع في نونيّة ابن زيدون الأندلسي) إلى بيان دور أشكال البديع في بناء القصيدة، وتحقيق أقصى درجات الشعريّة للنص الشعري، من خلال قصيدة لشاعر أندلسيّ، واسع الاطلاع، له وزنه وخطره، أجاد القول شعرًا ونثرًا، ألا وهو أبو الوليد ابن زيدون الأندلسي، ونونيته الشهيرة؛ أضحى التنائي بديلا من تدانينا، التي قالها في ولاّدة بنت المستكفي، فرأينا كيف تفاعلت أشكال البديع؛ التي جاءت عفو الخاطر، مع عناصر الوزن والقافية، والموقف النفسي، فأنتجت إيقاعًا داخليًّا أسهم في بناء العمل الفني؛ شكلا ومضمونًا. وقد قسّم البحث إلى ثلاثة مطالب؛ مسبوقة بتوطئة ونص القصيدة:
المطلب الأول: (شعريّة بديع التضاد) بديع الطباق، بديع المقابلة، بديع المفارقة.
المطلب الثاني: (شعريّة بديع الإيقاع) بديع الجناس، بديع التصدير، بديع التوازي.
المطلب الثالث: (شعريّة بديع الصورة) بديع التشبيه، بديع الاستعارة، بديع الكناية.
وقد اتضح من خلال ذلك الدّور الذي لعبه البديع في الرفع من مستوى الشعريّة في القصيدة، وأن حسن البديع لم يكن حسنًا عرضيًّا؛ وإنما هو ذاتيٌّ أصيل، يستدعيه المقام استدعاء قويًّا، من أجل تلبية حاجات دلاليّة، وجماليّة وفنّيّة، لا يمكن أن تتحقق بدونه.