إخراج الأعمال العلميَّة المخطوطة، وتحقيقها، من أجلِّ ما تُصرف فيه الجهود والأوقات، قيامًا بحقِّ علمائنا، وحفظًا لها من الضَّياع، ومحافظة عليها من العبث، وهذا العمل العلمي هو إعادة لتحقيق رسالة لابن الأنباري (328هـ)، شرح فيها خطبة السَّيِّدة عائشة – رضي الله عنها – في الدّفاع عن أبيها، حاولتُ أن أتمِّم به جهود من سبقني في تحقيقه، ومنهم الدُّكتور صلاح الدِّين المنجِّد، والدُّكتور حاتم الضَّامن، حيث وقفت من خلال مطالعة هذين العملين، ومعارضتهما على النُّسخة المخطوطة - على بعض الهفوات، من التصَّحيف، والتَّغيير، والسَّقط، ومخالفة ضبط النُّسخة المعتمدة، مع أنَّها نسخة عالية، عليها سماع لإسماعيل بن إبراهيم بن الخطيب يحيى بن عبد الرَّزَّاق بن يحيى المقدسي الشَّافعي، كما قرأها عبد العظيم بن عبد القويِّ المنذريُّ بالقاهرة، في رمضان/647هـ، وعليها خطُّه. وبالتَّالي يمكننا القول بأنَّ كثيرًا من الأعمال المحقَّقة تحتاج إلى إعادة نظر، ومزيد عناية، وعليه فلا ينبغي للباحثين التَّذرُّع بمقولة: (لم يترك الأوَّل للآخر شيئًا)، فالكمال لله – تعالى – والنَّقص من صفات البشر.