جعل الله القرآن عربياً فأصبحت اللغة العربية وسيلة من وسائل العبادة والتشريع، ثم السبيل إلى المعارف الإنسانية، والحضارة والمدنية. وقد تعرَّضت العربية إلى ظاهرة اللحن، فنظر إليها أبناؤها الأعلام من مختلف الزوايا، فكانت تلك النظرات البدايات لنشأة الدرس النحوي. وكانت البداية في البصرة، ثم لحقت الكوفة بالركب، واتصل النحو الكوفي بالنحو البصري اتصالًا قويًّا، واستفاد منه كثيرًا، ثم كان لهما الفضل في تطوير النحو بسبب ما كان بين المدرستين من تنافس. وقد كانت هناك عدَّة عوامل أدّت إلى نشوء الدرس النحوي، أهمها: العامل الديني، والعامل القومي، والعامل الثقافي.