Printing ISSN 2073-4042
Online ISSN 2015-1788

الإيقاظ الشعري للتاريخ في المسرح العربي. قراءة في مسرحية (منمنمات تاريخية) لسعدالله ونوس

"إن ما يهم في الرواية التاريخية ليس إعادة سرد الأحداث التــاريخية الكبيرة؛ بل الإيقاظ الشعري للناس الذين برزوا في تلــك الأحداث، وما يهـم، هو أن نعيش مرة أخرى الدوافع الاجتماعية والإنسانية؛ التي أدت بهم إلى أن يفكروا ويشعروا ويتصرفوا كما فعلوا ذلك تماماً في الواقع التاريخي." جورج لوكاش( )

على الرغم من أن مقولة جورج لوكاش –السابقة- مختصة بتحديد موقفه من علاقة الرواية بالتاريخ؛ فإنها في الوقت نفسه تكشف عن جانب مهم من المعضلات الحقيقية التي تواجه علاقة الأدب في مجمله الأجناسي بالتاريخ، وذلك انطلاقاً من بعدها البسيط المتعلق بتحديد ماهية هذه العلاقة، التي يبدو فيها التاريخ شبه محايد؛ باعتباره ممثلاً للحقيقة الثابتة التي لا يعتريها التغيير في كينونتها الماضوية، وفي الجانب الآخر يظهر الأدب بوصفه متطفلاً على هذه الحقيقة؛ وذلك حينما يقرر الأديب في مرحلة تاريخية ما إعادة ترهينها زمنياً وإيديولوجياً في سياق الحاضر أو المستقبل، وهنا يبرز البعد الإشكالي للعلاقة؛ الذي يتجاوز الذات المبدعة ليشمل العملية الإبداعية في إطارها العام أثناء تعاملها مع الحقيقة التاريخية الراسخة، وهو ما يمكن أن يتبلور في عدد من التساؤلات لعل أبرزها:
- ماهية العلاقة التي تربط الأدب والأديب مع التاريخ؟
- ما هي الأسس التي تحكم هذه العلاقة على صعيد المرجعية النصية والأمانة العلمية؟
- ما هي حدود العلاقة بين المتخيل والواقعي في النص التاريخي؟
- إلى أي مدى يمكن عد الأدب المعتمد على التاريخ تأريخاً، أو إعادة كتابة لهذا التاريخ؟
- ما علاقة الحاضر بالماضي وما دوره في إعادة النص التاريخي إلى الحاضرة الأدبية؟
- هل العملية مجرد إسقاط آلي مباشر للماضي على الحاضر أم أن العملية أكثر تعقيداً من ذلك؟
هذه التساؤلات وغيرها تبدو على قدر كبير من الأهمية، والإجابة على جانب منها قد يكون كفيلاً بوضع الأمور في نصابها، سواء على مستوى الكتابة الأدبية التاريخية أم على مستوى الممارسة النقدية التي تتولى متابعة النصوص الأدبية الموصوفة بأنها نصوص تاريخية، وخاصة في كل من الرواية والمسرحية؛ اللتين تتجلى فيهما إشكالية التاريخي والمتخيل بصورة أكثر تعقيداً مما هي عليه في النص الشعري، الذي يمكن الزعم بأن ممارساته الإبداعية ومقارباته النقدية قد استطاعت استيعاب التاريخ بشكل ناجح وإلى حد كبير، من خلال تجلياته الفنية الحديثة والمعاصرة ممثلة في تقنيات: الصورة، والتناص، والرمز، والقناع، واستدعاء الشخصيات التاريخية، وتوظيف كل ذلك ضمن سياق الرؤية الشعرية.

تاريخ النشر
2018-12-01
المؤلفون
حسن أحمد الأشلم
(قسم اللغة العربية- كلية التربية- جامعة مصراتة)
hassan.alashlm67@gmail.com
الكلمات المفتاحية
البيانات غير مدرجة