عصر الموحدين يُعدّ من أزهى عصور علوم العربية في الأندلس، وقد نال الأدب بشعره ونثره؛ مرتبة عظيمة في هذا العصر، وكان للفقهاء دورٌ مهمٌّ في هذا الجانب، فبرز منهم كُتّابٌ وشعراء كبارٌ، شاركوا في بناء هذه النهضة الأدبية. وسأحاول في هذه العجالة، أن أقف على أهمّ ما تضمّنه شعر فقهاء هذا العصر، مبيّناً رؤيتهم في أهمّ أغراض الشعر، وما تميّز به شعرهم من ملامح. مستعيناً بعد الله تعالى، ببعض المصادر التي لها صلة مباشرة بالموضوع، والتي تنوّعت بين دواوين شعريّة، وكتبِ تراجمٍ وأدبٍ؛ نقلت إلينا أخباراً وأشعاراً لهؤلاء الفقهاء الشعراء. وقد حاولت ـ في هذا كله ـ الاختصار قدر المستطاع، بشكلٍ غيرِ مخلٍّ، فإن وفّقتُ فلله الحمد، وإن جانبني التوفيق؛ فحسبي أنّي قد حاولت، وعرفت الجديد، الذي كلّما ازداد الإنسانُ منه؛ ازداد علماً بجهله.