تتناول هذه الدِّراسة النَّقديَّة مفهوم الفضاء الرِّوائي، وعبر هذا المفهوم سنسعى إلى تحديد الاتّجاه الفنِّي الذي ينتمي إليه النَّصُّ الرِّوائي، سواءً أكان هذا النَّصُّ واقعياً، أم أسطوريَّاً، ولهذه الغاية انتخبنا نصَّين روائيين، كلاهما يمثِّل اتجاهاً فنيَّاً، الأول: رواية ميرامار للكاتب نجيب محفوظ، باعتبارها أنموذجاً للاتجاه الواقعي، ومن خلال تحليل هذا النَّص حاولنا الكشف عن معايير واقعيَّة الفضاء الرِّوائي. أمَّا النَّصُّ الثَّاني: فهو رواية واو الصُّغرى للكاتب إبراهيم الكوني، باعتبارها أنموذجاً للاتجاه الأسطوري، وخلال تحليل هذه الرِّواية حاولنا تحديد معايير أسطوريَّة الفضاء الروائي، وقد خلُصت الدِّراسة إلى بيان جملةً من المعايير التي تميَّز كلَّ فضاءٍ روائي عن غيره، وخلالها يمكن التفريق بين الاتجاه الواقعي، والاتجاه الأسطوري في الرِّواية.