ظاهرة الرجوع إلى الأصل في العربية. دراسة صرفية

من الظواهر الصرفية في اللغة العربية: ظاهرة الرجوع إلى الأصل، وهي ما تأسست عليه فكرة هذا البحث، فإن كثيرًا من الأبنية الصرفية متحولة عن أصل بنائي أول، ولكن لدواعٍ صرفية قد يُترك الأصل الأول، بإجراء بعض التصريفات على بنية الكلمة، فتنشأ صورة جديدة للكلمة نفسها، وإذا أريد إجراء بعض التصريفات الأخرى فإن المستعمل يضطر أحيانًا إلى الرجوع إلى ذلك الأصل الأول؛ لتتحقق البنية الجديدة، من هنا جاء هذا البحث لتتبع بعض هذه الظواهر ورصدها، فجاء حاملًا عنوان (ظاهرة الرجوع إلى الأصل في العربية- دراسة صرفية)، وتكونت خارطته من مقدمة، وتوطئة، وثلاثة مباحث حوت ملامح هذه الظاهرة في أبواب متفرقة من أبواب الصرف، ثم خاتمة لأهم النتائج.

إن في اللغة العربية ظواهر وملامح لا تبِين إلا بالتدقيق والتنقيب والتفتيش، فقد يقرأ القارئ الكتاب ولا يشد انتباهه شيء فيه، ولكن إذا قرأه آخر قد يلمح فيه بعض الملامح التي تصلح لتكوين فكرة للبحث والدراسة، وتأسيسًا على ذلك فقد عنّ لي من بعض القراءات في بعض الكتب ظاهرة مهمة في الدرس الصرفي، ألا وهي ما وسمت بها هذا البحث: (ظاهرة الرجوع إلى الأصل في العربية، دراسة صرفية)؛ فقد يُترك الأصل الصرفي الأول لغرض صرفي من أجل تحقيق بناء كلمة وفق قواعد الصرف وقوانينه، وقد يُترك هذا التحول من الأصل ليرجع إلى الأصل الأول لدواعٍ استجدت لاستعمال مغاير لما كان عليه حال التحول.
من هنا رأيت جمع بعض المسائل الصرفية التي رجع فيها المستعمل إلى الأصل لتحقيق غرض صرفي، وقد تنوعت هذه المسائل وتناثرت في كثير من أبواب الصرف، فجاءت مسارب هذا البحث- بعد المقدمة- على النحو الآتي: توطئة لتوضيح معنى كلمة (أصل)، وللتعريف بالمصطلحات المتشابهة المستعملة في ظاهرة الرجوع إلى الأصل، وما يرد الأشاء إلى أصولها، ثم المبحث الأول ويشمل: (التثنية، الجمع). والمبحث الثاني ويشمل: (الإبدال والوقف والوصل، التقاء الساكنين والإمالة، الضرورة). المبحث الثالث ويشمل: (النسب، التصغير). ثم تعقب هذه المقدمة والتوطئة والمباحث الثلاثة خاتمة لرصد أهم النتائج التي توصلت إليها، ثم فهرس للمصادر والمراجع.