تعد ظاهرة تداخل مياه البحر من أهم الآثار البيئية الناجمة عن تدني منسوب المياه الجوفية، وزيادة معدلات السحب بكميات تفوق كمية التغذية الطبيعية. مدينة زليتن تحيط بها عدة ضواحي من أشهرها المناطق الزراعية (الدافنية, نعيمة, ازدو). نتيجة للتطور العمراني والزراعي زاد استهلاك المياه الجوفية والتي تعتبر من أهم مصادر المياه في هذه المنطقة مما يزيد من احتمالية تداخل المياه الجوفية مع مياه البحر. هذه الدراسة تهدف إلي حساب (تقييم) مؤشر جودة المياه (Water Quality Index) (WQI) وكذلك تهدف لمعرفة مدى تسرب مياه البحر إلي المياه الجوفية( Sea Wtere Intrution) ( SWI) من خلال بعض المؤشرات الكيميائية التي تدل على احتمالية تلوث المياه الجوفية بمياه البحر مثل نسبة سيمبسون (Simpson Ration) وكذلك حساب نسبة جونز (JR) وحساب نسبة Ca/Mg بالإضافة إلى التراكيز العالية من (EC,Cl-,Na+and TDS).
تم جمع عشرة عينات من بعض الآبار الجوفية في منطقة نعيمه. تم تقدير اثنا عشر خاصية: (الرقم الهيدروجيني pH , الأملاح الكلية الذائبةTDS, التوصيل الكهربيEC، الصوديوم +Na، البوتاسيوم K+، الكالسيومCa+2 ، الماغنيسيومMg+2 ، الكلورايد -Cl ، الكربونات CO3-2، البيكربونات -HCO3، النترات -NO3، الكبريتات SO4-2 ) بالإضافة إلي الطعم والرائحة حسب الطرق المتعارف عليها، وتم كذلك حساب مؤشّر جودة المياه WQI و بعض المؤشّرات الكيميائية التي تدلّ على تداخل مياه البحر مثل نسبة SR و نسبة JR ، وكذلك تم ّعمل تحليل إحصائي للنتائج المتحصل عليها.
معظم التراكيز المتحصل عليها كانت أعلى من الحدود المسموح بها طبقا لمنظمة الصحة العالمية (WHO) والمواصفات القياسية الليبية لمياه الشرب م ق ل 82: 2015. كما أظهرت نتائج الدراسة باستخدام WQI أن ما نسبته (70%) مياه رديئة (Poor Water)، وأن ما نسبته (30%) مياه رديئة جدا (Very poor water) كل العينات احتمالية تلوثها بمياه البحر كبير لأنها أعطت نتائج تدل علي أنها ملوثة في معظم المؤشرات الكيميائية التي تم دراستها ، أما عندما تمّ استخدام المؤشِّرSR فقد وُجِد أن ما نسبته 90% من الأبار تكون مياه جوفية معتدلة التلوث(Moderately contaminated) ، بينما المؤشِّر JR فقد أظهرت النتائج أن ما نسبته 70% ملوثه بتداخل لمياه البحر مع المياه الجوفية أما باقي العينات التي تمثل 30% فربما يكون مصدر الأملاح هو التكوين الجيولوجي.