تتميز ليبيا بتضاريس مختلفة مما أدى إلى تباين وتنوع كبير في الأنظمة البيئية. أغلب هذه الأنظمة ترتادها الطيور المهاجرة بنسب متفاوتة, وبالأخص المناطق الساحلية حيث الأراضي الرطبة والمسطحات المائية والمناخ المتوسطي. وتعد المناطق الرطبة من أفضل البيئات للطيور المقيمة والمهاجرة وبالأخص الطيور المائية، وهذه المناطق تعتبر ملجأ للكثير من الأنواع خلال هجرتها وذلك لتوفر الظروف الملائمة كالمأوى والغذاء. استهدفت هذه الدراسة الطيور المائية المشتية بثلاثة بيئات رطبة بمنطقة مصراتة خلال شهر يناير من السنوات 2017-2019، ضمن نتائج المسح الوطني للطيور المائية المشتية في ليبيا بإشراف المنظمة الدولية لحماية الأراضي الرطبة (Wetland International). تمت الدراسة في ثلاثة مواقع رطبة منها منطقة رطبة صناعية (محطة المعالجة بمصراتة) ومنطقتين طبيعيتين (وادي ساسو وقصر أحمد). تم تسجيل عدد 40 نوع من الطيور المائية وقد تميزت منطقة قصر أحمد بأعلى تنوع (28 نوع) وكانت محطة المعالجة أقل تنوعا (13 نوع). كما سجلت هذه الدراسة تواجد نوعين مهددين بالإنقراض: دريجة كروانية ((Calidris ferruginea و كروان الماء (Numenius arquata) وفقاً للقوائم الحمراء الصادرة عن الأتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN Red list). وكذلك تم تسجيل تواجد خمسة أنواع من الطيور الهامة المهددة بالإنقراض بمنطقة حوض المتوسط والواردة بالملحق الثاني الصادر عن مركز الأنشطة الإقليمية للمناطق المتمتعة بحماية خاصة التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (Annex II, RAC/SPA – MAP/UNEP). هذه الدراسة تقترح تسجيل منطقة قصر أحمد كموقع رامسار وطني تابع لإتفاقية رامسار لحماية الأراضي الرطبة (Ramsar Convention) لما تميز به من مقومات تتماشى مع شروط الإتفاقية.