يعتبر حليب الأم الغذاء الأفضل للأطفال سواء حديثي الولادة أو مابعد عمر الستة أشهر, ويتم استخدام الحليب الصناعي كبديل لحليب الأم عند الحاجة, ويعتبر الحليب الصناعي المجفف منتج غير خال تماماً من الكائنات الدقيقة, الأمر الذي يجعل منه مصدراً محتملاً للإصابة بالأمراض الميكروبية ومن ضمنها البكتيريا. في هذه الدراسة تم التقصي عن عادات الأمهات في تحضير وجبة الحليب الصناعي المجفف للرضع بمنطقة الشمال الغربي الليبي و مدى ارتباطه بالحالات المرضية و حالات الوفاة و خاصةً الخدج والمواليد ناقصي الوزن عند الولادة، وذلك بتحليل بيانات عدد 500 استبانة تم توزيعها عشوائياً, وتضمنت الاستبانة أسئلة تمحورت في طرق تحضير الأمهات للوجبة وتقصي الأمور المتعلقة بالظروف البيئية التي قد تساهم في نمو الكائنات الدقيقة في الوجبة و قدرتها على احداث المرض, وحيث أن الاستبانة تم توزيعها عشوائياً فقد تم الاستفسار عن العمر والمستوى التعليمي وعدد حالات الولادة للأمهات وذلك لفهم مدى تأثير هذه العوامل على تطبيق الأمهات للطرق الصحيحة لتحضير وجبات الحليب للأطفال الرضع, كذلك حدوث الاسهال ومدى ارتباطه بالتطبيق الصحيح لأسلوب تحضير الوجبات. . وقد أظهرت نتائج هذه الدراسة أن ما يقارب من 55% من أطفال الأمهات المشاركات في الاستبيان أصيبو بالاسهال, منهم 23% كان سبب الاصابة كائن دقيق و تم استخدام المضادات الحيوية كعلاج لــ 37.6% من الحالات المصابة بالاسهال. أثر المستوى التعليمي للأم على اصابة الطفل بالاسهال, حيث كانت نسبة اصابة اطفال الامهات ذوات المستوى التعليمي العالي بالأسهال أعلى من نسبة اصابة اطفال الأمهات الأميات أو منخفضات المستوى التعليمي. كما أن نسبة عالية من الأمهات لا يتقيدن بتعليمات نشرة التحضير المكتوبة على العلبة, على الرغم من أن أغلبهن يقمن بقراءتها. أيضاً لا تتطابق نشرات التحضير المكتوبة على علب أنواع الحليب المتوافرة في السوق المحلي مع توصيات منضمة الصحة العالمية لسنتي 2008&2006 ما عدا نوع واحد من بين جميع الأنواع المتداولة. توصي الدراسة بالرفع من مستوى الوعي عند الأمهات بتطبيق الطرق الصحيحة عند تحضير الوجبات كما توصي بتطوير المعايير الليبية للحليب الصناعي المجفف بحيث يتطابق مع منشورات الصحة العالمية الحديثة.