الملخص
في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، سادت حرية التعبير وسط جيل الفنانين التشكيليين الذين تخلوا عن القواعد الأساسية السابقة وأبتكروا أساليب وطرق جديدة للتعبير عن رؤيتهم الفنية. وأصبح المجال الفني أكثر انفتاحاً على كل التجارب الجديدة، فتمايزت الآراء وتبدّلت التحاليل والتفاعلات تجاه عناصر ارتكاز اللوحة الفنية، ألا وأهمّها: الموضوع. والمعروف عن الشكل أو الموضوع مكانته الجوهرية في العمل الفني الكلاسيكي القائم على واقعية مثالية تستند الى قيم اجتماعية ارستقراطية مهيمنة على السلطة والثروة من خلال نفوذ بارز طاغ فرض مباديء القيم والعقائد أيضاً. ولطالما شكّل مادة دسمة للعديد من الفنانين على مدى السنوات لما لعناصره من أهمية قصوى في ابراز المعاني وتوثيق التاريخ. والفنان على دراية تامة بموضوع العمل الفني خاصته، أمًا المتلقون، فيفسرون الايحاءات الموسيقية، كل واحد بحسب مقدار الانفعالات والحالات الحسّية الداخلية المستثارة في النفس والذات.
يتناول هذا البحث مكانة الموضوع وأهميته في العمل الفني؟ ولماذا تبدّلت هذه الفكرة في بداية القرن العشرين؟ ولماذا طرح الفن التجريدي جانباً التقاليد التاريخية الأصيلة في الثقافة الغربية؟ وقد اتخذ البحث من كاندينسكي) (Wassily Kandinsky موضوع دراسة وصفية تحليلية خلصت الى اثبات أن روحية الأخير وتقنياته التجريدية الفنية نابعة من بصيرته واحساسه المرهف مع عين تسمع متخطية أبعاد اللوحة الى ما وراء حدود الموضوع بحد ذاته.