مدي تقييم مسارات التكامل والتنافس بين أدوات الإعلام الرقمي ووسائل الإعلام التقليدية دراسة تقييمية على عينة من الأكاديميين بكلية الإعلام جامعة بنغازي

اكتسبت وسائل الإعلام التقليدية أهمية قصوى عند ظهورها من قبل المتلقين كما إن نسب متابعتها ازدادت يوم بعد يوم، إلا أن الثورة الاتصالية الحديثة أو ما يعرف بثورة المعلومات والتي كانت نتيجة لتكنولوجيا الاتصال غيرت هذه المتابعة والاهتمام وجعلت الجمهور يتجه إلى ما يعرف بالإعلام الرقمي.
فقد أصبحت تكنولوجيا الاتصال والمعلومات من الأعمدة الرئيسية لقياس قوة البلدان وتطور الأمم بعد ان دخل العالم عصر المعلوماتية بصورة مكثفة، وازداد انسياب التدفق الإعلامي بين أقطار العالم بصورة غير مسبوقة وبطرق جديدة لم تكن معروفة من قبل حتي اصبح هذا العصر بفضل هذا التطور التقني يعيش في بقعة محدودة تحت عوامل الزمان والمكان معا فكل تطور تتطور معه موارد المعلومات يبشر بان العالم يتغير تغيرا سريعا وان الوسائل التقليدية الإعلامية أخذه في الانحسار، ظهر الإعلام الرقمي كمنافس قوى للإعلام التقليدي ومع استشعار الأخير لذلك التنافس بدأت العديد من وسائله في محاولة التوازن والتكامل مع الأدوات والتقنيات التي يقدمها الإعلام الرقمي واستخدام عنصر التفاعلية وإدماجه في الرسائل التي تنشرها وتبثها تلك الوسائل.
وفي هذه الدراسة حاول الباحث أن يلقي الضوء على ماهية العلاقة التي أصبحت متواجدة بين الإعلام الرقمي والإعلام التقليدي من خلال المقارنة بينها من حيث مسارات التكامل والتنافس المختلفة التلقي والتحديات والسلبيات والإيجابيات ، وكيفية توظيف التقنيات التي تواكب العصر في ذلك، فقد قام الباحث بتوزيع استمارة مقابلة على (15) اكاديمي لتقييم مدي التكامل والتنافس الذي أصبحت تحدثه تلك المسارات مع الوسائل الإعلامية التقليدية كالصحافة والإذاعة والتلفزيون وأدوات الإعلام الرقمي، وقد هدفت الدراسة الى معرفة طبيعة العلاقة الموصوفة التي توضح مسارات حركة التكامل والتنافس بين أدوات الإعلام الرقمي ووسائل الأعلام التقليدي كما يقيمها الاكاديميون في مجال الإعلام عينة الدراسة،وكانت النتائج كالتالي
- بينت النتائج العامة للدراسة بان اغلب الاكاديميين يؤكدون وبأغلبية ساحقة على أن شبكة الإنترنت والشبكات الإلكترونية والمدونات والمنتديات والتي تدخل من ضمن السياق التقني يتم الاعتماد عليها من قبل أدوات الإعلام الرقمي ، كما انهم اتفقوا وبأغلبية كبيرة علي أن حق الرد والمشاركة التفاعلية ونقد المضامين الإعلامية و التعليق على المواد المنشورة آلية لقياس اتجاه الجمهور و إجراء سبر الآراءالالكتروني و حرية التعبير في السياق التواصلي والتلقي موجودة في الإعلام الرقمي اكثر من الإعلام التقليدي ماعدا نقطة الاتصال بالمصادر والمندوبين والمراسلين والتي يعتمد عليها في الإعلام التقليدي اكثر .
- بينت النتائج العامة للدراسة أن اغلب الاكاديميين وبأغلبية مرتفعة يؤكدون علي أن الإعلام الرقمي داعم لنشر الأخبار و واسرع في الية التسويق ويعد مصدر لاستقاء الأخبار وكذلك في إرسال واستقبال المضامين الإعلامية وهي كلها تخص السياق الوظيفي كما أشاروا الى ان تحديات القيود والرقابة موجودة في الأعلام التقليدي اكثر من الإعلام الرقمي بينما تحديات المعالجة الفنية المتخصصة للموضوعات و تحديات المهنية والأخلاقية للقائم بالاتصال وتحديات المهنية والاحتراف و تحديات مصدرية الأخبار وتحديات مراعاة أخلاقيات وأطر العمل الإعلامي وأساسياته المعرفية كلها توجد اكثر بالإعلام الرقمي وبدرجة كبيرة وهي تخص سياق التحديات .
- بينت النتائج العامة للدراسة بان الإيجابيات كتنوع مصادر الخبر وتجدد الأخبار و ثراء المضمون الإعلامي والأنية والسبق الصحفي موجودة كلها اكثر في الإعلام الرقمي عن الإعلام التقليدي ، وكذلك بالنسبة للسلبيات كفوضوية المحتوى وانتهاك الملكية الفكرية وغير موثوق في الطرح وشخصنة المواضيع أيضا موجودة في الإعلام الرقمي ماعدا انعدام الموضوعية في المعالجة موجودة في الإعلام التقليدي اكثر أما يخص سياق التشريعات قفد اكد اغلب الاكاديميين وبالكامل بان القوانين الضابطة للعمل الإعلامي توجد اكثر في وسائل الإعلام التقليدية اكثر منها في أدوات الإعلام الرقمي .
- اما التقييم العام فكان كالاتي: بان العلاقة الموصوفة في التكامل تكون في تدعيم الرسالة الإعلامية التي يقدمها كل منهما، حيث يستفيدان من خصائص بعضهما والجوانب الإيجابية المتوفرة فيهما وفى تقنية الاتصال الرقمي وخصوصا في المواقع الرقمية التي تفتحها المحطات الإذاعية والقنوات التلفزيونية وكذلك تناول ما يعرض في أدوات الإعلام الرقمي في التلفزيون والإذاعة.. كما أن أدوات الأعلام الرقمي تعتبر داعم لوسائل الإعلام التقليدية في نشر نفسها والوصول الى مساحات ابعد وفى التطوير من أساليبها المهنية وفى تقديم خدمات بشكل أفضل مما كانت عليه كما أنها علاقة تكاملية خاصة في إرسال واستقبال الأخبار والمعلومات بين الإعلام الرقمي والإعلام التقليدي.
- أما ما يخص التنافس فيمكن تقييم العلاقة بان الإعلام الرقمي غالب وبشكل كبير في التعبير عن الآراء والمعلومات وفى سرعة نقل الخبر غير ما يحدث في الإعلام التقليدي والذي تفرض عليه العديد من القيود والرقابة وتكون فيه العملية أبطأ، كما أن المنافسة تزداد بشكل قوي ومؤثر لصالح الإعلام الرقمي في كسب القطاع الأكبر من الجمهور، فأدواته الجديدة التي تستحدث من حين لأخر وتفتح أفاق متنوعه لهذا المتلقي والذي بدوره يستقبل كل ما يراه مناسب وخصوصا مع تطور الهاتف الذكي تجعل المنافسة تذهب اليه ، أيضا يكون التنافس في التشريعات والقوانين الحاكمة في الإعلام التقليدي .
- كذلك يمكن القول بانه لا يمكن لوسيلة أن تلغي أخري فمثلا التلفزيون لم يلغي الإذاعة والسينما وكذلك الإذاعة لم تلغي الصحافة، كما أدوات الإعلام الرقمي والتي لم تلغي وتخفي وسائل الإعلام التقليدي وخاصة عند المتلقي المدرك والمفسر والمحلل للمضامين الهادفة والموثوقة وبالتالي يمكن القول بان التكاملية نسبية والتنافسية نسبية تختلف فيما بين الإعلام التقليدي والرقمي بحسب تطورهما وجذبهما للجمهور وكذلك خصائصهما.