حتمية الرقمنة التي فرضتها تكنولوجيا الاتصال جعلت كل المؤسسات تبني الثقافة الرقمية كثقافة سائدة في أنظمتها الإدارية، وهذه الثقافة جعلت كل منتسبي هذه الأنظمة يحاولون التكيف معها والعمل في إطارها حتى يتمكنوا من التعايش وفقا لهذه الثقافة، وعليه فإن هذا التبني الذي تحققه المؤسسات يساعدها على تنمية رأس المال البشري فيها، بالإضافة إلى تطوير مهارات العاملين فيها، الأمر الذي ينعكس إيجابياً على أدائهم.
وقياساً على ذلك فقد سعت هذه الدراسة إلى قياس انعكاس ثقافة الاتصال الرقمي على أداء أساتذة الجامعات الليبية على مستوى إعداد المحاضرات، وتقييم الطلاب، والتعاون الأكاديمي، والمشاركة العلمية. باستخدام مقياس الثقافة الاتصالية الرقمية وبالتطبيق على عينة متاحة من أساتذة الجامعات الليبية.
وقد توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج أهمها: أن أساتذة الجامعات الليبية يدركون أهمية الثقافة الاتصالية الرقمية، وأنهم يجدون في أنفسهم القدرة على تبني ثقافة الاتصال الرقمي من جهة وأن ثقافة الاتصال الرقمي السائدة في الوسط الأكاديمي لأساتذة الجامعات تؤثر على مستوى أدائهم، وأنهم يدركون بأن لديهم مستوى جيد في وصفهم لمعدل أدائهم ومهاراتهم في التعامل مع تقنية الاتصال الرقمي..