أولويات قضايا الاعتدال والتطرف في الخطاب الصحفي العربي (دراسة تحليلية مقارنة)

تلعب وسائل الإعلام وبخاصة الصحافة دوراً أساسيا في التأثير على القراء، حيث تقوم هذه الوسائل بتشكيل التصورات وتدعيم السياسات والأفكار وزيادة معرفة الجماهير وتغيير اتجاهاتهم وتعديل سلوكهم ورفع مستوى الوعي العام والنوعي لديهم تجاه القضايا المختلفة ومنها قضايا الاعتدال والوسطية، وقضايا التطرف والإرهاب، وبذلك تقع على وسائل الإعلام مسؤولية كبرى في التصدي لظاهرة التطرف والإرهاب مقابل انتهاج سياسة إعلامية معتدلة تحث على الوسطية والاعتدال والتعاليم السمحة لدينا الإسلامي الحنيف.
وقد تفاقمت ظاهرة التطرف والإرهاب في الوطن العربي، وأصبحت حديث الشارع، وخاصة بعد أحداث نيسان/أبريل2003م، ووقع العراق تحت الاحتلال الأجنبي، وانهيار مؤسساته الحكومية، بحيث جعلت هذه الأحداث العراق بيئية مناسبة لنشوء وتنامي الجماعات الإرهابية واتخاذه قاعدة للانطلاق إلى الدول العربية ودول العالم، لذلك أصبحت هناك ضرورة لتحليل خصائص الممارسة الإعلامية لهذه الظاهرة من أجل معرفة سمات وملامح المعالجة الصحفية لهذه الظاهرة وتعزيز قيم الوسطية والاعتدال في الخطاب الصحفي العربي.

يهدف هذا البحث إلى التعرف على أبرز سمات وخصائص معالجة الصحافة العربية لقضايا الاعتدال والتطرف، وتحديد أوجه الاتفاق والاختلاف في المعالجات الخاصة بالصحف العربية موضع الدراسة، أي الدراسة العملية التي يتم من خلالها تشكيل اتجاهات الخطاب الصحفي العربي نحو قضايا الاعتدال والتطرف في الوطن العربي ،خلال فترة زمنية محددة شهدت تحولات سياسية كثيرة وأحداث مهمة، وخاصة بعد الاحتلال الأمريكي للعراق وما أحدثه من تغيرات على الساحة السياسية العراقية والعربية ، ومتابعه من ثورات عربية شملت دول عربية كثيرة منها تونس ،ومصر ،وليبيا ،واليمن ،وسوريا، وظهور التنظيمات المتطرفة وانتشارها بشكل كبير واحتلالها لمساحات كبيرة من أراضي دول عربية مهمة، كما حصل ذلك في العراق ،وليبيا ،واليمن ،وسوريا، والتي لاتزال تعاني من تطرف هذه الجماعات، وصولاً إلى النتائج العامة للدراسة التي يمكن الاستفادة منها في الدراسات المستقبلية.