لم يحظ أثر التلفزيون على المجتمع ككل وعلى الطفل خاصةً بالاهتمام الكافي بحثياً، وعلى الرغم من تعدد جوانب هذا الأثر فمنها الاجتماعي والتربوي والتعليمي والصحي، لكن الدراسات السابقة لم تصل إلى يومنا هذا إلى اتفاق بشأن طبيعتها وما يمكن أن تحدثه من آثار على الفرد، كذلك لم يخضع أثر التلفزيون على عملية التنشئة الاجتماعية للطفل بعد للبحث والتحليل والتمحيص المناسب لحجم هذا الأثر.
الهدف الرئيس من هذا البحث هو تقديم فهم غني للآثار التي أحدثها التلفزيون على عملية التنشئة الاجتماعية للطفل، ويعتمد البحث على المنهج الوصفي الذي يهدف إلى تحقيق الفهم الصحيح لواقع ما من خلال توصيف المادة العلمية بعد جمعها من مصادرها المتعددة مثل الكتب والدوريات والدراسات والأبحاث ذات الصلة بموضوع البحث الحالي.
تشير نتائج البحث إلى أن للتلفزيون آثار كثيرة على عملية التنشئة الاجتماعية للطفل، من أهمها الأطفال وتسليتهم وتعليمهم القيم الاجتماعية والدينية والسلوك الحسن وتوعيتهم بالعالم الخارجي، مع ذلك فإن احتمال حدوث آثار سلبية للتلفزيون على عملية التنشئة الاجتماعية للطفل كالانحراف والمشكلات السلوكية والنفسية يزداد في حالة غياب متابعة الوالدين لما يُقدم للطفل عبر هذه الشاشة من محتويات متنوعة.
كما قدم البحث جملة من التوصيات في هذا الشأن، أهمها توعية الآباء والأمهات بدورهم المهم والحاسم في حماية أبنائهم من مخاطر التعرض عبر شاشة التلفزيون لمحتويات إعلامية لا تتناسب ومرحلتهم العمرية أو تتناقض مع قيم المجتمع وسلوكياته وتعاليم الدين.