تنطلق هذه الدراسة لمعاينة وقراءة اصطلاح (المرجعية الجمالية)، بعده تمثيلا أصيلا يتخذ صفة النموذج والمثال، وهو يعني ذلك النتاج المادي والحسي أو المتحقق وفق تصور ذهني وفكري، والذي اكتسب وجوده القيمي بفعل طبيعته وإنشائه الفريد تاريخياً وزمنياً، حيث يحيل، في علاقته التجريبية مع العمل الفني إلى معان معينة ودلالات خاصة ومتعددة، كما يقوم على توليد أشكال وتصورات جديدة يكتسبها المنجز الفني. من ذلك يمكن إدراج مصطلح "المرجعية الجمالية" ضمن قاعدة المصطلحات الحديثة، ويتداخل هذا المصلح في دلالته ومحتواه، في أكثر من حقل معرفي، سواء كان لغويا، أو تاريخيا، أو جماليا.
كما تفترض الدراسة مقاربة لبدايات الملامح الأولى التي شكلت تجارب الفن العربي الحديث، متمثلة بمسعى الفنانين العرب الرواد في أربعينيات القرن المنصرم، بالاستفادة من الإرث الفني المحلي والحضاري، بوصفه مرجعية جمالية، محاولة جعله حاضرا في صلب النتاج الإبداعي وعناصره التشكيلية والتصويرية، ما شكّل نقطة شروع للتوصل إلى ممارسة فنية حاملة لهويتها الوطنية، تواصل تأثيرها لدى تجارب وتوجهات فنية عربية لاحقة.