نفذت التجربة في شمال منطقة "الحنية"، وهي منطقة زراعية في الجبل الأخضر في الجزء الشرقي من ليبيا، بهدف المقارنة بين انظمة الحراثة المختلفة على تأثيراتها الإنتاجية والبيئية على اراضي المنحدرات الضحلة المتدهورة. تم زراعة محصول الشعير تحت تأثير أربعة أنظمة حراثة مختلفة، مع إضافة أسمدة معدنية وعضوية بالإضافة لشاهد. صممت التجربة بالقطع المنشقة مرة واحدة، حيث مثلت أنظمة الحراثة القطع الرئيسية ومعاملات التسميد القطع الثانوية في ثلاث مكررات. أخذت عينات تربة من جميع القطع لتقدير بعض الخصائص الفيزيائية للتربة، كما تم أنشاء أحواض تجميع في نهاية القطع الرئيسية لاعتراض الجريان السطحي وقياس انجراف التربة تحت انظمة الحراثة المختلفة. سجلت الدراسة فروقاً نسبية بين أنظمة الحراثة المستخدمة في التأثير على الكثافة الظاهرية، والمحتوى الرطوبي، والمسامية، ومعدل الرشح، مع أفضلية لصالح الحراثة التقليدية. هذا وكان للحراثة التقليدية (القلابة) دور معنوي في تخفيض مقاومة التربة للإختراق. من ناحية اخرى سجلت معاملات التسميد (المعدني – العضوي) تأثيرات معنوية ايجابية في التأثير على هذه الخصائص. كما سجلت الدراسة أفضلية نسبية واضحة للمحاريث المكثفة القلابة في رفع معدلات طول النبات، والوزن البيولوجي، والوزن الاقتصادي، للمحصول. بالإضافة إلى مؤشر وزن الألف حبة مقارنة بالمحاريث المخفضة الحفارة. ووجدت الدراسة كذلك فروقا معنوية كبيرة في فقد التربة بالتعرية المائية تحت المحاريث المختلفة، حيث أن الفواقد المسجلة كانت أعلى بمرتين بقطع الحراثة التقليدية القلابة (المكثفة) مقارنة بالحراثة المحافظة الحفارة (المخفضة). وهو ما يثبت احد الفرضيات المهمة لهذا البحث، وهو الدور الهام الذي يمكن ان تؤديه حراثة صيانة التربة المخفضة في الحفاظ على ترب المنحدرات المتدهورة الضحلة من الانجراف وتحسين عمق التربة وصفاتها بمرور الزمن.