تعتبر المياه غير التقليدية مورداً هاماً لتأمين الاحتياجات المائية لدى العديد من الدول العربية لاسيما في ليبيا التي تُعاني من نُدرة المياه لري بعض أنواع المحاصيل الزراعية والصناعية (العلفية والنباتات الحراجية والتزيينية)، لذا فقد أُنشئت العديد من محطات المعالجة في المدن الرئيسية والتجمعات السكانية الكبيرة، إلا أن استعمال المياه المعالجة مازال محدوداً نتيجة لآثارها البيئية، ويتطلب استعمال هذه المياه في الري الزراعي إجراء العديد من البحوث والاختبارات للوصول إلى المعايير التي تضمن الاستعمال الآمن بيئياً وصحياً، تهدف الدراسة إلى البحث عن مصادر مائية جديدة غير تقليدية ورديفة وإن كانت ذات نوعية أقل جودة من المياه التقليدية، مثل مياه الصرف الصحي المعالجة والمياه الرمادية ومياه الصرف الزراعي والمياه العسرة ومياه البحر المحلاة، لتأمين الاحتياجات المائية وتغطية العجز المائي في الموازنة المائية للمشاريع التنموية، ونظراً لأهمية الدراسات المعملية في تحديد وقياس جودة المياه المعالجة طبقاً للمعايير والمواصفات القياسية العالمية المتفق عليها ذات الصلة بجودة المياه، فقد تم جمع عينات الدراسة وبعد إجراء الاختبارات والتحاليل اللازمة للعوامل الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية لتحديد طبيعة مياه الصرف الصحي قبل وبعد عملية المعالجة، وفي ضوء النتائج المتحصل عليها من خلال الاختبارات والتحاليل المعملية التي أجريت في محطة معالجة مياه الصرف الصحي بطبرق بهدف تقييم جودة المياه المعالجة وإمكانية تدويرها والاستفادة منها ،اتضح أن هذه المياه تم معالجتها بدرجة عالية من الكفاءة وخلوها من الملوثات ذات التأثيرات السلبية على التربة أو النبات لذا يمكن استخدامها في الري بشكل آمن للأحزمة الخضراء والغابات وري الحدائق والمنتزهات وزراعة النباتات العلفية.
وعليه نوصي بتسليط الضوء على الكميات الهائلة من المياه المعالجة المهدورة المنتجة من محطات معالجة مياه الصرف الصحي بعد تطويرها واستغلالها في الأغراض المدنية المختلفة، والتي تعتبر بمثابة مصدر مائي متجدد يمكن استغلاله في ضوء المعايير والقياسات للهيئات والمنظمات العالمية والدولية